تجليات مولاي جلال الدين الرومي
(1)
عن سرابي حدّثَ الوالي رجالي
قُلتُ للوالي سرابي بحرُ نورٍ
يَكشِفُ المخبوءَ في نفسي وفي نفسِ الموالي
فاجتباني
قُلتُ للوالي صلاتي رحلةُ الكشفِ الكبيرِ
من قلوب الكاشفينَ
حُجْبَهُمْ حتّى خيانَاتِ الموالي
فانْتَقى السّيْفَ المُلائِمْ
واجتبَانِيْ
(2)
جاءني ربّي حليمًا في المنامِ
قالَ فاصْدَعْ بالبيانِ
قُلتُ ربّي
إنّني أخشاكَ حُبّا
فارْفَعنّي
فوقَ برقٍ في سماكَ
أو فَدعْنِي
محضَ عوزٍ في حِماكَ
لا تَكِلْنِي طرفَ عينٍ للرّسالهْ
(3)
قُلتُ للبحرِ الكريمِ
كُنْ خَصيمي
وابْتلِعنِي
أينَ حُوتِيْ؟
فانْتَهاني
ما انتهيتُ
قُلتُ للبحرِ الكريمِ
كُنْ كَلِيمي
فاصطفانيْ
فوقَ موجٍ
قد رمانيْ
أقطعُ الشّطآنَ حبوًا
في الكتابِ
ثُمّ جاءَ
يمّ نَحرِي وانْتقاهُ
يا حبيبي
ذًبتُ فيكَ
ما انتهيتُ
قُلتُ فيكَ
ما اكتفيتُ
أينَ أنتَ؟
يا حبيبي
ها دموعي
ها ضلوعي
فاقتلعها
لن يراني غيرُ حبٍّ
قد كواني
يا حبيبي
عبدُكَ المكلومُ قلبي
فاصطَفِيْهِ
عبدَ نورٍ من سراجِ
نورِ ربّي
(5)
قُلتُ للحرّاسِ ناموا
فاستناموا
بيدَ أنّي كُنتُ أهذِي في منامي
يا إلهي
خُذْ فؤادي فوقَ سُحْبٍ من ضياكَ
خُذْ ضيائي فَيضَ قبضٍ من نِدَاكَ
فاجتباني
إذ بنورٍ يلْتَحِفنِي
ينتَقِينِي
فوق جُنْحٍ من يمامِ
ثُمّ بالأزهارِ حولي
يلْتَقينِي
صفُّ حورٍ من نسيمِ
إذ بعيني فوق خيطٍ من رحيمِ
إذ بجسمِي قد تسامى
في الغيومِ
يا إلهي
إنّ ثوبي ثوبُ ذُلّي
إنّ سجني سجنُ قلبي
أينَ بابي؟
بابُ نورٍ يجتبيني
كي أمُرَّ
فوق أسوارِ القلاعِ
ثُمّ أعدو
في الفلاةِ
يمَّ ظلٍّ
غيرَ ظِلّي
يا إلهي
إذ بصوتٍ قد دعاني
لن أقومَ
من منامي
لن أقومَ
من مقامي
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر